عباس
أرحيلة
يرى ابن جماعة
733هـ في كتابه: (تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، ص29) أنَّ الاشتغال بالتصنيف يحتاج إلى أمرين:
تمام الفضيلة وكمال الأهلية؛ فهما لديْه شرطان في مزاولة
التأليف؛ حين يستشعر المرء القدرة على ذلك والرغبة فيه.
1-
تمام
الفضيلة:
-
ويُراد
به الاستزادة الدائمة من العلم؛ بأن يظل العالم متعلِّماً.
-
وأن
يعمل بما علِم؛ إذ أفضل العلم ما عُمل به وانتفع بثمرته.
-
وأن
يُصان العلم عن الهوان؛ بأن لا يُتّخذ سلَّماً لشهرة أو غيرها.
-
ومن
تمام فضيله زكاته ونشره، والإحساس بأداء الواجب فيه؛ إذ من آفاته: كتمانُه
والبخل به.
2 – كمال
الأهلية:
-
قال
الإمام النوويّ (676 هـ) في (شرح المهذب):« ولْيَحذَرْ كلَّ الحَذَر أن يَشرَعَ في تصنيف ما لم
يَتأهلْ له؛ فإنَّ ذلك يضرُّه في دينه وعلمه وعِرضه».
-
فمن
كمال الأهليّة النضج العلميّ بأن يستوعب مجال تخصصه بالاطلاع على الأصول، فيتحقق
من مسائله، عن طريق التنقيب والتفتيش.
-
ويتبيَّن ذلك النضج العلميّ من
حلِّ المشكلات، وفكّ المعضلات في النقول والاستنباطات.
-
وينبيّن كمال الأهليّة بإعداد العدة للتأليف وتهيئ الظروف الملائمة له؛ إذ الصنعة
بصانعها من حيث الاستشكال والاستدلال.
-
وبالقدرة على استشكال ما يجري في الواقع، والبعد عن التقليد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق