عباس أرحيلة
قرن شهد نهاية دولة بني أمية (132هـ) (فتوحات، تعريب دواوين،
نزعة عربية أعرابية) وبداية الدولة العباسية ( اتجاه إلى بناء الكيان الداخلي
وتحصينه، ازدهار اقتصادي، إنشاء هوية
إسلامية عربية، بروز نزعة ساسانية فارسية ).
أ – شهد هذا القرن طفرة فكرية علمية تحققت بها الهوية الإسلامية
العربية وتأسست في ضوئها حضارة إنسانية متميزة.
ب – تغير مسار الشعر العربي بانتقاله إلى مرحلة جديدة ظهر فيها
الشعر الولد المحدث.
ج– وعرف فيها النقد الأدبي استقلاله في مجال الفكر .
1-
قرن شكل ملتقى الطرق
الحضارية: انصهار أجناس، وتداخل لغات، وامتزاج ثقافات، وطفو طبقات جديدة على
السطح، وظهور حركة شعوبية معادية للعنصر العربي. حدوث اختبار حضاري للتعايش بين
الشعوب.
2 - بداية تشكل حضاري جديد، يدعمه استقرار اقتصاديّ، وتوسع تجاريّ،
ونشوء حواضر جديدة تفوح منها روائح المدنية، والرفاه، والتوابل، وتتردد في أكنافها
أنواع الزندقة والمجون، وتسمع في بعض بيوتها تمتمات الزهاد.
3 -
حدوث نهضة علمية كبرى، تشكلت خلالها ملامح الثقافة العربية الإسلامية، وأسهمت في
بلورتها عقول كبيرة وأمزجة مختلفة: قدمت ضروبا شتى من الأبحاث والمناقشات
والدراسات وتميزت هذه النهضة العلمية بأهم ميزة وهي:
- تأسيس الثقافة العربية الإسلامية من منطلق النصَّيْن المؤسسين
للحضارة الإسلامية: ومع بداية تدوين التراث العربي وجمعه، وحفظه وتأسيس علوم
العربية واستنباط قواعدها، وتحديد مقوماتها؛ كانت نشأة المعارف في حضارة الإسلام،
كان القرآن الدوحة التي تتفرع منها العلوم: (علوم القرآن، القراءات)، التفسير، (تتبع
الحديث الشريف جمعا وفقها وتأصيلا)، ورصد سيرة رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم.
- انتقال العربية من فطرتها الأولى إلى مستوى العلم في أمد
قصير، وبمنهج دقيق واضح المعالم، أصبحت قادرة على مواجهة العجمة المستشرية؛ فأثبتت
قابليتها للتعايش مع بقايا اللغات واللهجات؛ فأضحت مدخلا لفهم القرآن وتحملت وضع
مفاهيم ومصطلحات لمعارف وعلوم الجديدة الكريم، وواجهت مشاكل الترجمة، ودخلت في
حوار حضاري عن طريق الفكر الإسلامي مع ما تبقى من ملل ونحل قديمة، وما أطلق عليه
علوم الأوائل.
5 – حدوث
تحول في مسار الشعر العربي، في شكل صدام بين شعر قديم وشعر محدث مولّد، ووضعت أسس
النقد الأدبي وظهر الناقد المتخصص. فأثبت النقد الأدبي حضوره، وخصوصيته، وتوجهاته،
واستقلاله الفكري.
ولارتباط هذه المرحلة بنشأة
العلوم في الحضارة، وبتأسيس الهوية الإسلامية؛ سعى الفكر الاستشراقي عامة أن يربط
تلك النشأة بالعوامل الخارجية: اليونان والفرس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق