الجمعة، 1 يناير 2016

ماذا عن دور المسلمين في توجيه البحث العلمي؟!

 عباس أرحيلة

أُريدََ لمن يدين بدين الإسلام أن يكون النموذج الأمثل للتجربة البشريّة على الأرض، والقُدوة فيها؛ فيكون من خلال ذلك الدِّين الصورة الخاتمة للمنهج الذي ارتضاه الله لخلقه، ويكون من الشهداء على الناس في تلك التجربة.
وإذا كانت مجالات تعمير الأرض تنشأ ممّا تدعو الحاجة إليه، وما به تسقيم حركة الحياة الإنسانية في الوجود في شرع الله؛ فهل تحققت أهلية الاستخلاف في الأرض؟ أم أن الإنسان لم يُحقِّق سوى الأهلية في الفساد وسفك الدماء! !

لقد حادت البشرية عن منهج الله، وما استطاع المسلمون – وهم أصحاب الدين الخاتم - أن يكونوا شهداء على الناس، وأن يرسموا للبحوث العلميّة مجالات في ضوء ( اقرأ باسم ربِّك)، وأن تقوم حركة البحث العلمي في الوجود ببسم الله! يوم كان العلم علمهم، ولا وجود له في غير ديارهم، ولا في لغة سوى لغتهم! !
هل استطع المسلمون أن يكون لهم دور في توجيه علم العالم إلى الكيفية التي ينبغي أن يكون عليها البحث، وإلى المجالات التي ينبغي أن ينشغل بها البحث، في ضوء المنهج الإلهي؟؟
هل سعت البحوث العلميّة من خلال معرفتها بنظام هذا الكون، أن تُصحح مسارها نحو العبودية لله عز وجل والتفكُّر في ملكوته؟
وهل يستطيع المسلمون اليوم أن يوجهوا العلم وجهة ما ينفع الناس؟ أن يجعلوا العلم حقا مُشاعا بين جميع الأمم، أن يُخرجوه من دائرة الصراع بين أمم الأرض، ودائرة الانحرافات الخارجة عن منهج الله؟
هل يستطيعون أن يجعلوا العلم أمرا مشاعاً بين جميع الطبقات والمستويات؟ وأن يكون نشرُه إيمانا واحتساباً؟
هل لدينا من العلماء اليوم من لهم الكلمة، والقدرة على إدانة المؤسسات البحثية التي تعمل على تخريب بيوت الإنسانية؟
لعل الله تعالى يأتي بقوم آخرين يكونون في مستوى هذه المسؤولية!                   



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق