الخميس، 17 مايو 2018


الشريف مولاي محمد آيت الفرَّان
( ورقة من ترجمة)
عباس أرحيلة

الشريف مولاي محمّد بن مولاي مبارك آيت الفران، من أسرة علوية عريقة في الشرف، لها رسوخها وأصالتها بمدينة مراكش، ولد بحيّ عريق من أحياء مدينة مراكش سنة 1948م، يقع وسط المدينة، يحمل اسم أمازيغي: (أزبزط).

 كان والده مولاي مبارك رحمه الله يعمل في مجال الصناعة التقليديّة . أخذ مولاي محمّد حصة من قراءة القرآن بالكُتَّاب شأن أبناء جيله، ثم التحق بالتعليم الابتدائي العصري بمدرسة : قاعة بنَّاهض، وشهد له معلموه بالنباهة والتفوق في تلك المرحلة.
وفي المرحلة الثانوية من تكوينه التحق بالتعليم الأصيل؛ أو ما يُعرف بمدرسة ابن يوسف، وكان من رفقائه في تلك المرحلة: عبد الحفيظ كَحْل العيون، مولاي أحمد البوعناني، أحمد تبليست، عبد الصمد بلكبير، بنشارف الرحماني ، عبد الإله المساري (الوكيل العام حاليا)...
حصل على شهادة البكالوريا سنة 1967م، ثم التحق بالمدرسة العليا، التي كانت تابعة آنذاك لكلية الآداب جامعة محمد الخامس بالرباط، ولحاجة الدولة إلى أساتذة التعليم الثانوي آنذاك ؛ تم اختيار مدينة فاس لتكون ملحقة بكلية الآداب بالرباط، ولتتولّى الدراسات العربية.

وبعد حصوله على شهادة الإجازة في الأدبي العربي؛ تم تعيينه بثانوية شوقي بمدينة الدار البيضاء سنة 1971م. وإثر حصوله على شهادة الدراسات المعمّقة اجتاز مباراة الدخول إلى كلية الآداب بمراكش في انطلاقتها الأولى سنة 1979م. وجاء ابتعاثه للدراسة بالجامعة الألمانيّة في مطلع الثمانينيات، وبع حصوله على شهادة الدكتوراه منها؛ أضحى من مؤسسي الدرس اللساني الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة مراكش. وكان خير من نقل تجربته العلمية  إلى طلبة كلية الآداب، وكلية اللغة العربية بمراكش، ومدرسة الحديث الحسنية بالرباط,

 وعاش مولاي محمّد آيت الفران حياته متفانيا في عمله، لا همَّ له من دنياه غير أن يكون راضياً عن نفسه، صادقاً معها في كل ما يأتيه، وما يدَعه، وما يقوله؛ محتسباً في كل ما عاناه في معتركه في مسار حياته... ومات مولاي محمّد آيت الفران إثر سكتة قلبية بألمانيا في الخامس من شهر أبريل 2018م.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق