الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

التأليف تمامُ فضيلة وكمال أهلية



عباس أرحيلة

يرى ابن جماعة 733هـ في كتابه: (تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم، ص29) أنَّ الاشتغال بالتصنيف يحتاج إلى أمرين:
تمام الفضيلة وكمال الأهلية؛ فهما لديْه شرطان في مزاولة التأليف؛ حين يستشعر المرء القدرة على ذلك والرغبة فيه.

1-             تمام الفضيلة:
-                   ويُراد به الاستزادة الدائمة من العلم؛ بأن يظل العالم متعلِّماً.
-                   وأن يعمل بما علِم؛ إذ أفضل العلم ما عُمل به وانتفع بثمرته.
-                   وأن يُصان العلم عن الهوان؛ بأن لا يُتّخذ سلَّماً لشهرة أو غيرها.
-                   ومن تمام فضيله زكاته ونشره، والإحساس بأداء الواجب فيه؛ إذ من آفاته: كتمانُه والبخل  به.

 2 – كمال الأهلية:
-        قال الإمام النوويّ (676 هـ) في (شرح المهذب):« ولْيَحذَرْ كلَّ الحَذَر أن يَشرَعَ في تصنيف ما لم يَتأهلْ له؛ فإنَّ ذلك يضرُّه في دينه وعلمه وعِرضه».
-        فمن كمال الأهليّة النضج العلميّ بأن يستوعب مجال تخصصه بالاطلاع على الأصول، فيتحقق من مسائله، عن طريق التنقيب والتفتيش.
-                    ويتبيَّن ذلك النضج العلميّ من حلِّ المشكلات، وفكّ المعضلات في النقول والاستنباطات. 
-                   وينبيّن كمال الأهليّة بإعداد العدة للتأليف وتهيئ الظروف الملائمة له؛ إذ الصنعة بصانعها من حيث الاستشكال والاستدلال.
-                   وبالقدرة على استشكال ما يجري في الواقع، والبعد عن التقليد.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق