الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

حركة الوجود تنفعل بالمعرفة

  
عباس أرحيلة

أولا: أقْسَمَ ربُّ العزة بالقلم وما يُخَطُّ بالقلم ﴿ ن والقلم وما يسطرون، من هنا جعل الإسلام حركة الوجود تنفعل بالعلم، فكانت الكتب في حضارة الإسلام مستودع التجربة البشريَّة على الأرض؛ علماً وإبداعاً.
ومن هنا كان « التشاغل بالعلم أوفى العبادات. (وصارت) القلوب تصدأ، وتحتاج إلى جلاء، وجلاؤها النظرُ في كتب العلم»[ ابن الجوزي 597هـ: تلبيس إبليس].

وحين رأى الإمام أحمد بن حنبل، أصحاب الحديث؛ مُقبلين وبأيديهم المحابر؛ أومأ إليها، وقال: « هذه سُرُجُ الإسلام».
ثانيا: وتأتي رحلة الحياة في طلب العلم مهمومة بالأدب:
 أ – فتُعرف مرحلة طلب العلم وتحصيله بمرحلة أدب الطلب.
ب – وتأتي مرحلة العطاء والإنتاج، عن طريقيْ التّدريس والتأليف؛ فتُؤدَّى زكاة العلم؛ وتعرف بمرحلة أدب التأليف.
ج – ثم تأتي مرحلة النظر في آلة التحصيل، وكيفيّة التعامل مع الكتاب؛ وتعرف بأدب الكتاب.

ثالثا: وفي ضوء كل  ذلك، تتراكم التجارب والمعارف في سياق تاريخ التجربة الإنسانيّة، وما تعرفه التحولات. يقول الجاحظ 255هـ: « لو لجأنا إلى قَدْر قوتنا ... ومنتهى تجاربنا ...لقلّت المعرفة ... وتبلّدَ العقل»[الحيوان:1/85 – 86].
وهكذا تنكشف قوة العلم التي تتجدد بها التجارب في معترك الوجود؛ ويتّضح من خلالها أهمّيّة المعاناة في تحصيل العلم، وضرورة الاستكداد في طلبه. و« العلم شيء لا يُعطيك بعضَه حتى تُعطيه كلَّكَ»[ نسب إلى أبي يوسف القاضي، صاحب أي حنيفة (محمد بن الحسن 182 هـ): وفيات الأعيان: 6/384].


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق