الأربعاء، 30 سبتمبر 2015

التأليف: فوائده وأهدافه


 عباس أرحيلة
أولا: من فوائد التأليف

عن فوائد التأليف قال الخطيب البغدادي 463ه أنّه: « يُقوي النفس، ويُثبِّتُ الحفظ، ويُذْكي القلب، ويشحَذُ الطبع، ويبسُط اللسان، ويُجيد البيان، ويَكشف المشتبِه، ويُكسبُ أيضا جميل الذكر، وتخليدَه إلى آخر الدهر»: [الجامع لأخلاق الراوي وأدب السامع 2/422].

فبالتأليف تستقوي الشخصية في أبعادها : النفس، الذاكرة، القلب، الطبع، البيان؛ وبهذا تنكشف الفروق وما يتشابه في مجالات المعرفة.
وبسببه يكون خلود الذكر لمن ترك أثراً يُنتفَعُ به. في صحيح مسلم، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: « إذا مات الإنسان انقطع عمله إلى من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنتفعُ به، أو ولد صالح يدعو له».
قال عبد الله بن المعتز: « علمُ الإنسانِ وَلَدُه المُخَلِّدُ».

ثانيا: من أهداف التأليف
ما تقرّر في تاريخ الثقافة الإسلاميّة:
  1 – أن يُعتنى بما ينفع الناس.
  2 – أن يُعتنى بما يعمُّ نَفْعُهُ.
  3 - أن يُعتنى بما تدعو الحاجة، وتكثر فيما يُستشكل من الواقع، وما يطرحه من أسئلة، وما تزخر به المرحلة من قضايا وإشكالات.
       4 – أن يُعتنى بما لم يُسبقْ إلى تصنيفه
  والعناية بما لم يُسبق إليه من أهم ما ينبغي أن تتطلع إليه القرائح وتتنافس في حلبته الهمم؛ لأنَّ بذلك يتحقق التراكم المعرفي الذي به تتصاعد التجربة الإنسانيَّة على الأرض وتنمو وتتطور.
      5 – أن لا يكون هناك مصنف يُغني عن مصنفه من جميع أساليبه.
6 – الاعتناء بالأداء البياني إيجازاً ووضوحاً؛ بأن يتَحَرِّي المؤلف إيضاحِ العبارة في التأليف وإيجازها.
قال النووي (676هـ): « ولْيَحذَرْ أيضاً مِن إخراج تصنيفه من يده إلاَّ بعد تهذيبه وترداد نظره فيه وتكراره، وليحرص على إيضاح العبارة وإيجازها»[ المجموع، شرح المهذب: 1/29 - 30].
     7 – أن لا يُتخذ التأليف مطية لأغراض يُهان بها للعلم وأهله، بحيث يصير سلما لشهرة أو غيرها؛ إذ الأصل أن يراد به وجه الله تعالى.
8 - والمُؤَمَّل أن يكون الإبداع مقصداً جوهريّاً في كل تأليف؛ إذ به يتحقق العلم النافع؛ الذي تستقيم به حركة الحياة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق