الجمعة، 27 مايو 2016

متى يصبح الباحث مؤلِّفاً؟


                                          عباس أرحيلة

يلاحظ أنه بعد مرحلة طلب العلم وتحصيله؛ تأتي مرحلة العطاء والتأليف والإبداع فيه. فمتى  يصبح الباحث مؤلِّفاً؟ 
- إذا نضج علميّاً في مجال تخصصه بحيث يطلع على أصوله، ويتحقق من مسائله.
-    وإذا أمكنه أن يتبيَّن المشكلات وفك المعضلات في النقول والاستنباطات في تلك المسائل.
- إذا أصبح قادراً على أن يستشكل ويستدل على ما يجري في واقعه.
-  أن يلتزم بأهداف التأليف:
 (1) العناية بما يعمُّ نَفْعُهُ.
 (2) وبما تدعو الحاجة إليه.
(3) أن يستشكل ما تطرحه مرحلتُه من أسئلة.
(4) أن يَعتنيَ بما لم يُسبقْ إلى تصنيفه.
(5) أن يكون هناك اهتمام خاص بأدائه البياني إيجازاً ووضوحاً ودقةً.
وعن ضرورة التأهيل العلميّ لمن أراد أن يكون مؤلِّفاً، قال الإمام النووي (676 هـ) في (شرح المهذب):« ولْيَحذَرْ كلَّ الحَذَر أن يَشرَعَ في تصنيف ما لم يَتأهلْ له؛ فإنَّ ذلك يضره في دينه وعلمه وعِرضه» [ ص 29 – 30].
أما العناية بما لم يُسبق إليه؛ فهي من أهم ما ينبغي أن تتطلع إليه القرائح وتتنافس في حلبته الهمم؛ لأن بذلك يتحقق التراكم المعرفي الذي به تتصاعد التجربة الإنسانية على الأرض وتنمو وتتطور.
وعلى أيٍّ، فإن التأليف كان في حضارة الإسلام مسؤولية وتأهيلا علميّاً، وبحثاً عن كل جديد ومُفيد يُثري التجربة الإنسانية .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق